أُسدل الستار مؤخراً على "فن أبوظبي 2014" الذي انعقد تحت رعاية الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ونظمته "هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة"، بعد دورة متميزة أسهمت في رَفْد الحركة الثقافية والإبداعية الإماراتية على صُعد عدَّة والتعريف بتراث الإمارات وثقافتها عالمياً.
ويواكب "فن أبوظبي"، دورة تلو أخرى، التطورات الثقافية الأكثر حضوراً وتأثيراً بالمنطقة الثقافية في السعديات والعاصمة الإماراتية عموماً، وما أن أُسدل الستار على دورته السادسة حتى بدأ باستقبال طلبات صالات العرض التي سبقت لها المشاركة وصالات العرض الراغبة بالمشاركة للمرة الأولى في دورته السابعة.
وعلى مدار أربعة أيام متتالية شهدت الدورة السادسة من "فن أبوظبي" احتفالية استثنائية من الفن والحوارات وفنون الأداء، مثلما شهدت مشاركة نخبة من أشهر صالات العرض الفنية في العالم وكوكبة من الفنانين المعروفين من حول العالم. ومن بين كبار الشخصيات الإماراتية والأجنبية التي زارت "فن أبوظبي 2014" وتجوَّلت بين أقسامه ومعروضاته الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي الذي افتتح دورة هذا العام من "فن أبوظبي"، والشيخة سلامة بنت حمدان آل نهيان، رئيسة اللجنة المضيفة لـ"فن أبوظبي"؛ والشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية؛ و الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع؛ والشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، رئيس "هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة"؛ وعبدالرحمن العويس، وزير الصحة؛ والدكتور زكي نسيبة، المستشار الثقافي في وزارة شؤون الرئاسة؛ وفلور بيلوران، وزيرة الثقافة الفرنسية.
وأشاد الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، رئيس "هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة"، بالنجاح الكبير والمتميز لدورة هذا العام من "فن أبوظبي" قائلاً: "حقق فن أبوظبي 2014 ما فاق كل توقعاتنا، سواء من حيث الأعمال الفنية الأخاذة التي اجتذبت كبار المقتنين المخضرمين والمقتنين الناشئين على حد سواء، أو من حيث فنون الأداء الفريدة والحوارات الثرية عن الطبيعة الشاملة للفن العام. ونقول بكل فخر إن فن أبوظبي رسَّخ مكانة العاصمة الإماراتية على خريطة أهم عواصم الفن الحديث والمعاصر بالعالم، ومهَّد أحسن تمهيد لافتتاح المتاحف العالمية المرتقبة، وجسَّد ثراء الحركة الإبداعية والثقافية الإماراتية بكل آفاقها وأبعادها الآنية والمستقبلية".
واجتذب "فن أبوظبي 2014" ممثلين قياديين عن أشهر المؤسسات والهيئات الثقافية المرموقة والمعروفة عالمياً، منها على سبيل المثال لا الحصر المتحف البريطاني، ومتحف اللوفر، ووزارة الثقافة الفرنسية، واتحاد المتاحف الوطنية - جران باليه، ومدرسة اللوفر، والمركز الوطني للفنون والثقافات (مركز بومبيدو)، ومتحف تيت مودرن في لندن، ومؤسسة سولومون آر جوجنهايم، ومؤسسة الشارقة للفنون، ما يؤكد الأهمية المحورية للحدث في المشهد الإبداعي الإقليمي والعالمي.
وكان لافتاً خلال "فن أبوظبي 2014" أن نسبة الصالات التي تشارك مجدداً بعد مشاركة سابقة متميزة بلغت 85 بالمئة، واجتذبت دورة هذا العام أعداداً قياسية من الزوار من داخل الدولة وبلدان المنطقة ومن حول العالم، واستقطب الحدث عدداً كبيراً من المختصين في صناعة المتاحف والباحثين وعشاق الفن الحديث والمعاصر إلى جانب الأُسر والزيارات المدرسية، وبيعت أعمالٌ فنية إلى عدد من كبار المقتنين والمُقتنين الصاعدين. كذلك شهدت صالات العرض الفنية الإماراتية والعربية والعالمية المشاركة إقبالاً واسعاً على مدار أربعة أيام وبيعت الكثير من الأعمال إلى مُقتنين مخضرمين وجُدد وممثلين عن مؤسسات عالمية ريادية. وعلى صعيد مواز، اشترى مقتنون من أبوظبي عملين تركيبيين ضخمين، الأول Et tu, Duchamp؟ لسوبود غوبتا، والآخر Today will end لشيلبا غوبتا اللذين عُرضا ضمن قسم "آفاق" وقرروا عرضهما بالعاصمة الإماراتية على نحو دائم.
وتضمنت الدورة السادسة من "فن أبوظبي" برنامجاً متعدد الأبعاد من الفنون والحوارات وفنون الأداء وسط حضور كبير من الفنانين والمقتنين وصالات العرض الفنية وخبراء الفن الحديث والمعاصر من حول العالم، ومن أبرز محاور هذا العام المؤسسات الثقافية المرتقبة بمنطقة السعديات الثقافية ودورها في إثراء الثقافة العالمية بآفاقها الواسعة.
وتألف "فن أبوظبي 2014" من ثلاثة أقسام رئيسة هي: منتدى الحوارات اليومي، وبرنامج الفنون الأدائية، والمبادرات في مجال الفن العام والتصميم وفنون العمارة، وشهدت دورة هذا العام مشاركة واسعة من الصالات العارضة والفنانين العالميين الذين تمثلهم على السواء. وشاهد زوار الحدث أعمال العديد من أعلام الفن الحديث والمعاصر واستمعوا إلى آراء عدد منهم، ومن بين هؤلاء آي واي واي، وألكسندر كالدر، وآندي وارهول، وضياء عزاوي، وإدجار ديجاس، وشفيق عبود، وغادة عامر، وقادر عطية، وهنري ماتيس، وليو غوسنغ، ورشيد قريشي، وريتشارد لونغ، ومارتن كريد، ومحمد كاظم، وحسن حجاج، وبابلو بيكاسو.
واجتذب برنامج فنون الأداء المتنوع خلال "فن أبوظبي 2014" حضوراً كبيراً، بدءاً من حفلة أمسية الافتتاح الرائعة لأسطورة الروك باتي سميث، ووصولاً إلى العرض الأول بالشرق الأوسط للحفلة الموسيقية المقرونة بفيلم صامت لكل من وليام كيندريج وفيليب ميلر. ولم يقتصر الحضور الكبير على فنون الأداء حيث اكتظت القاعات خلال الجلسات الحوارية التي شارك بها عدد من الأعلام الأكثر تأثيراُ في حركة الفن الحديث والمعاصر، إقليمياً وعالمياً. وقالت "هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة" إن برنامج "فن أبوظبي 2015" سيكون امتداداً لدورة هذا العام مع إثراء الحوارات وتجربة مرتاديه على صُعُد عديدة.
وتمهّد الدورة السابعة المقبلة من "فن أبوظبي" لافتتاح متحف "اللوفر أبوظبي" وتعزز الدور البارز لمنطقة السعديات الثقافية كوُجهة عالمية للحوار بين الثقافات.